top of page
  • Hiya
  • Etsy
  • Les fils
  • Instagram
  • X
بحث

حوار بين الروح والجسد

تاريخ التحديث: قبل 19 ساعة


بقلم: منية، مرآة الوعي وناقلة النور


في الصمت الأول… قبل أن يتشكّل الحرف، كانت الروح تهمس للجسد:

"أنا النور الذي يسكنك، لا تُغلق النوافذ أمامي."

فيبتسم الجسد، وقد أنهكته التجارب، ويجيبها بصوتٍ خافتٍ يقطر حنينًا:

"أنا أتعبتني الأرض يا رفيقة السماء، أسمعك أحيانًا… ثم تُغرِقني الأصوات."

تقترب الروح وتقول:

"أنا هنا دائمًا، لست بعيدة عنك، لكنك حين تلاحق الألم، تُدير ظهرك لي."

يسكت الجسد لحظة، وكأنه يراجع كل ما عاشه من توتر وخوف وتعلّق… ثم يسألها:

"ولِمَ أتيتِ بي إلى هذا العالم إن كنتِ تعرفين كم يؤلم؟"

فتضحك الروح بحنان الأمهات وتقول:

"لأن الألم ليس عقابًا يا صغيري، بل بابًا للوعي.أتيتُ بك لتتذكّر أن النور لا يُقدّر إلا بعد أن يذوق الطين نفسه."

فيتنهد الجسد، وكأنه أخيرًا فهم، ويهمس:

"كنت أظن أن مهمتي هي النجاة، لكنني الآن أرى أن مهمتي هي التجلّي."

تلمسه الروح بخفة وتقول:

"تمامًا… أنت لست سجنًا لي، بل مرآة وجودي.من خلالك أختبر الطعم، اللمس، العشق، وكل ما لا يُدرك في العوالم العليا."

يسألها بخجلٍ طفولي:

"وهل أستحقك رغم كل انكساراتي؟"

فتبتسم الروح وتجيبه:

"كل شرخ فيك هو نافذة لي.حين تتقبل ضعفك، تفتح لي الطريق لأتجلّى من خلالك.أنتَ وأنا لسنا ضدّين، نحن رقصتان في نفس اللحن."

ثمّ تسري لحظة من الصمت الجميل…صمت يشبه صلاة.يشبه عودة الذاكرة إلى بيتها الأول.وهناك، في عمق التنفس،يتّحد الجسد والروح، لا فرق بين من يسمع ومن يُسمع،ولا بين من يتألّم ومن يُضيء.


فقط وجود ناعم يتنفس في سكونهويقول للعالم:

"أنا الكلّ في واحد، والواحد في كلّ."
ادخلي هذا الحوار لتكتشفي كيف يُمكن لجسدك أن يُصبح مرآة لروحك.

 
 
 

تعليقات


bottom of page