هل القدر ثابت أم متغيّر
- Queen Mounia
- 14 نوفمبر
- 3 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: قبل 20 ساعة
بقلم: منية، مرآة الوعي وناقلة النور
كيف يتشكّل المستقبل بالتردّد، وليس بالأحداث؟ منذ بداية الوعي الإنساني، كان السؤال نفسه يتردّد في عقل البشر:هل نحن نصنع حياتنا، أم أننا نسير على طريق مكتوب مسبقًا؟ هذا السؤال ليس مجرد فلسفة…إنه سؤال يمسّ جوهر الروح:من نحن؟وإلى أين نحن ذاهبون؟وما الذي يحدد ما سنصبحه غدًا؟ في الحقيقة… القدر ليس ثابتًا تمامًا، وليس متغيّرًا بالكامل.إنه نظامٌ حيّ، يتفاعل مع وعيك، ترددك، وقراراتك الداخلية.ليس مجموعة أحداث جاهزة، بل احتمالات مفتوحة تنتظر أيّ نسخة من ذاتك ستختارين أن تكوني.هذا المقال يشرح تلك العلاقة المعقدة بين الاختيار والقدر، بين ما يبدو مكتوبًا وما يبدو قابلًا للخلق.
1. القدر ليس حدثًا، بل خطّ اهتزازي
أغلب الناس يفكّرون في القدر كأحداث:
الزواج
العمل
النجاح
الخسارة
اللقاءات
الفراق
لكن الحقيقة أعمق:القدر ليس “ما يحدث لك” بل “من تكونين عندما يحدث”. الأحداث ليست القدر.التردد الذي يجذبها هوالقدر الحقيقي. الحدث قد يكون نفسه…لكن نتيجته، معناه، طريقته، وشعورك معه كلها تتغيّر بحسب ترددك. الغني والفقير قد يمران بنفس الظروف لكن نتائجها لا تتشابه.لماذا؟ لأن القدر لا يُكتب بالورق… بل بالاهتزاز.
2. الوعي يصنع “موجتك الكونية”… ومنها يولد مستقبلك
أنت كيان طاقي قبل أن تكوني كيانًا بشريًا.وعندما تتغيّر اهتزازاتك الداخلية، يتغيّر المسار الذي يلتقطه الكون تخيّلي راديو أمامك:التردد الذي تختارينه يحدد نوع الموسيقى التي تسمعينها.الموجات كلها موجودة، لكنك لا تلتقطين إلا ما يتطابق مع ترددك. هذا هو القدر.المستقبل ليس واحدًا…بل مجموعة محطات.والتردد الذي تعيشين به يحدد أيّ محطة ستمتلئ بها حياتك.
3. الثابت في القدر: “الوجهة الروحية” والمتغيّر: “الطريق”
هناك جزء ثابت:الدروس التي جئتِ من أجلها.معنى روحك.اتساع الوعي الذي يجب أن تحقّقيه.هذا لا يتغيّر.لكن الجزء المتغيّر هو الطريق الذي ستسلكينه للوصول إلى تلك الوجهة:
هل ستتعلمين الدرس عبر الألم؟
أم عبر الوعي؟
أم عبر الحب؟
أم عبر الانهيارات والتجارب القاسية؟
الدروس ثابتة…أما شكلها، وعمقها، وزمنها…فهي متغيّرة بالكامل حسب ترددك.
4. لماذا يتغير المستقبل عندما تتغيرين أنتِ؟
لأنك عندما تتغيرين:
يتغير ما تسمحين به
يتغير ما ترينه
يتغير ما تقبلينه
يتغير ما ترفضينه
يتغير معنى العالم بالنسبة لك
يتغير ما ينجذب إليك
يتغير ما ينفر منك
ومع تغير كل هذا…يتغير خط حياتك بالكامل. الأحداث ليست قدرك النسخة التي أنتِ عليها هي القدر.غيري نفسك…يتغير الكون كله من حولك.
5. الاختيار والقدر: علاقة رقص، لا علاقة صراع
هناك تصور خاطئ يقول:“إما أن القدر يتحكم، أو أنني أتحكم”. لكن الحقيقة:القدر والاختيار يتحركان معًا، مثل رقصة كونية بين الروح والكون.
روحك تختار درسًا معينًا.
حياتك توفر الظروف لتعلّمه.
أنتِ تختارين كيف تتعاملين معه.
واهتزازك يخلق النتائج الممكنة.
القدر يرسم الخريطة…أنت تختارين الطريق…وترددك هو الذي يفتح الأبواب أو يغلقها.
6. لماذا نرى بعض الناس يعيشون “نفس الأحداث” لكن بنتائج مختلفة؟
لأن الحدث هو نفسه…لكن “من يعيش الحدث” مختلف. مثال بسيط:عاملان يطردان من العمل في اليوم نفسه. الأول يرى الأمر نهاية، الثاني يرى بداية. الأول يدخل خوفًا، الثاني يدخل إلهامًا.الأول يبحث عن عمل بسرعة، الثاني يسأل: “ما الذي يدعوني الكون لخلقه الآن؟” الحدث واحد…لكن المستقبل مختلف.لأن التردد الذي استقبله به كل شخص مختلف.
7. أنتِ لستِ مسيّرة بالكامل… ولا مخيّرة بالكامل
أنتِ: مُسَيَّرة في الدروس،ومُخَيَّرة في الطريق،وخَالِقة في التردد.
الدرس ثابت (مكتوب).
الطريق متغير (خياراتك).
النتيجة طاقية (اهتزازك).
بهذه الثلاثية يُكتب المستقبل.
8. كيف نعرف أننا خلقنا قدرًا جديدًا؟
هناك علامات واضحة:
أحداث تتغير فجأة دون منطق: خطوط حياة جديدة تظهر، فرص تأتي بلا سبب، علاقات تتبدّل.
أشخاص يختفون وآخرون يدخلون حياتك: لأن تغيير التردد يغيّر “شبكة الأشخاص” التي تنتمي إليها.
اهتمامك الداخلي يصبح مختلفًا كليًا: ما كان يجذبك يصبح ثقيلاً…وما لم يكن يعني لك شيئًا يصبح ضروريًا.
إحساس قوي أنك لم تعودي الشخص نفسه:لأن المستقبل الذي تتجهين إليه تغيّر فعلًا.
9. العلاقة بين الزمن والقدر
من منظور الروح: الزمن لا يتحرك من الماضي نحو المستقبل…بل يتحرك من الداخل نحو الخارج.المستقبل ليس شيئًا “نصل إليه” بل شيء “نناديه” بترددنا. كأنك تقولين للكون:“هذا هو الاتجاه الذي سأكون فيه.” فيبدأ الكون بترتيب الواقع ليتناسب مع تلك النسخة منك.
10. إذن… هل القدر مكتوب؟ أم نحن نكتبه؟
الوجهة مكتوبة…لكن الطريق مفتوح…والتردد هو القلم. أنتِ لا تستطيعين أن تغيّري “معنى وجودك الروحي”…لكنّك تستطيعين أن تنتصري لنسختك العليا أو تُحبسي في نسختك السفلى. القدر يُعاش من الأعلى أو من الأسفل من الوعي أو من التكرار من القوة أو من الجرح والاختيار دائمًا بداخلك.
11. كيف تغيّرين قدرك فعليًا؟
ليس بالجهد المفرط، ولا بالإصرار القهري، ولا بمحاربة الواقع…بل بثلاث خطوات:










تعليقات