top of page
  • Hiya
  • Etsy
  • Les fils
  • Instagram
  • X
بحث

الثالوث المظلم: نار الظلّ في سيكولوجية الإنسان

تاريخ التحديث: قبل 19 ساعة

بقلم: منية، مرآة الوعي وناقلة النور


في أعماق النفس البشرية، هناك زوايا لا يصلها النور بسهولة. هناك أماكن لم يزُرها أحد، لأنها تحمل طاقة الخوف، السيطرة، والفراغ.يسمّي علم النفس هذه المنطقة بـ “الثالوث المظلم”، وهو مزيج من ثلاث سمات رئيسية:النرجسية، الميكافيلية، والاعتلال النفسي.لكن من منظور روحي أعمق، هذا الثالوث ليس “شرًّا” كما يظنه الناس، بل هو مرآة للجانب غير المتوازن من الوعي الإنساني.


النرجسية: حاجة الروح التي لم تُحبّ


النرجسي لا يحبّ نفسه كما يبدو… هو يصرخ من الداخل طالبًا الحبّ الذي لم يتلقّه.يبحث في العيون عن انعكاس ذاته، لأنه فقد الاتصال بجوهره.عندما يراك متألقة، لا يحتمل النور الذي فيك، لأن روحك تذكّره بما فقده.النرجسية هي صرخة “انظر إليّ… أحبّني” في شكل متعجرف، دفاعي، ومؤلم.لكن خلفها روح متعبة لا تعرف كيف تكون في نعومة التلقي.



الميكافيلية: الخوف المقنّع بالذكاء



الميكافيلي يتقن لعبة “العقل البارد”، يتحكم بالمشاعر ويحسب كل خطوة.هو لا يثق في الحبّ، لأنه عاش في بيئة جعلته يعتقد أن البقاء للأذكى لا للأطيب.من الداخل هو طفلٌ خائفٌ من الفقد، يختبئ خلف القناع العقلي ليحمي نفسه من الانكسار.التحكم عنده ليس شراً، بل محاولة بائسة لحماية القلب.



الاعتلال النفسي: انقطاع الروح عن الجسد



الجانب الثالث في الثالوث هو الأخطر… لأن فيه انفصالًا شبه تامّ عن الإحساس.الروح هنا نائمة، والجسد يتحرّك بلا بوصلة.البرودة، القسوة، اللامبالاة… كلها رموز لانقطاع الطاقة بين الروح والمادة.الشفاء في هذا المستوى لا يكون بالعقاب، بل بإعادة ربط الإنسان بمشاعره، بجسده، وبالرحمة التي فقدها.



من الظلّ إلى النور


الثالوث المظلم خريطة.عندما تلتقي بشخص يحمل هذه السمات، لا تلعني التجربة… بل اسألي:“أيّ جزء فيّ ما زال ينجذب لهذا الظلّ؟ وأيّ نور فيّ لم أفعّله بعد؟”كل علاقة مع شخص “مظلم” هي بوابة لترميم جانب من روحك التي نسيتها.الوعي لا يُطلب من الخارج، بل يُستعاد من الداخل.

 
 
 

تعليقات


bottom of page